يثبت برنامج ChatGPT أنه مساعد رهيب في العديد من المهن، ولكن ذلك لا يخلو من المخاطر، لذلك حظرت بعض الشركات إستخدام بوتات الدردشة من قبل موظفيها.
قد يبدو موضوع إدخال معلومات حساسة على أي منصة على الانترنت بشكل واضح على أنه انتهاك للخصوصية و الأمن التقني خصوصاً لو كانت هذه المعلومات متعلقة بأكواد برمجية و المنصة تابعة لشركة أخرى منافسة. ومع ذلك، يمكن أن يكون ChatGPT نعمة حقيقية للبعض الذين يشعرون بضغط من مدرائهم لتسليم مشاريعهم.
على وجه الخصوص، وجد مهندسو البرمجيات أن ChatGPT مفيد لكتابة و تجربة و تصحيح الأخطاء البرمجية، حتى لو كانت المعلومات القادمة من هذا البوت عرضة للخطأ.
وفقا لاستطلاع رأي عبر 12000 من الموظفين فإن حوالي 43 في المئة منهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في أعمالهم، ومعظم هذا يتم بدون علم مدرائهم.
فرضت شركة Samsung مؤخرا إجراءات صارمة ضد إستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي بعد أن جسّد أحد المهندسين أسوأ كابوس قد يحدث في شركة تقنية عبر نسخه لكود حساس في بوت الدردشة ChatGPT.
ومثل العديد من الشركات، تشعر Samsung بالقلق من أن أي شيء تم تحميله على منصات الذكاء الاصطناعي مثل بوتات الدردشة ChatGPT أو Bard سوف يتم تخزينه على خوادم تلك الشركات، من دون أي وسيلة للوصول إلى المعلومات أو حذفها.
حتى جوجل نشرت مخاوف استخدام موظفيها لبوتات الدردشة ضمنها Bard
يمكن ل OpenAI الشركة المالكة لـ ChatGPT إستخدام أي شيء تمت كتابته في أنظمة الذكاء الاصطناعي لتدريب أنظمتها. و من المخاوف الكبرى هو أن هذه المعلومات الحساسة الخاصة بالشركة المدخلة على ChatGPT من الممكن أن يتم مشاركتها مع مستخدمين آخرين عن غير قصد.
ولا تزال OpenAI تعمل على حل مشاكل الأمان: حيث قامت بتعطيل ChatGPT مؤقتا في مارس لإصلاح خلل تمكن المستخدمين عبره رؤية عناوين دردشات مستخدمين الآخرين.
ثم في إبريل، قامت OpenAI بإطلاق ميزة تسمح للمستخدمين إيقاف حفظ الدردشات، والذي قالت الشركة أنه سيمنع ChatGPT من إستخدام البيانات هذه لتدريب نموذج الذكاء الاصطناعي.
وفقا لاستطلاع أجرته شركة Gartner الاستشارية و نتيجة لهذه المخاوف الأمنية المختلفة حول بوتات الدردشة، قام حوالي نصف مدراء الموارد البشرية بإصدار إرشادات يجب اتباعها عند استخدام الموظفين لـ ChatGPT، في حين أن 3 في المئة قاموا بحظر استخدام ChatGPT تماما.
ومع ذلك، أدركت بعض الشركات أن الوضع قد خرج عن السيطرة بالفعل و عملت على تطوير – أو في مرحلة تطوير – منصات ذكاء اصطناعي خاصة بها كبدائل أكثر أمناً لـ ChatGPT التي يمكن استخدامها بحرية وراحة بال.
حظرت شركة أمازون تطبيق ChatGPT في يناير، وحثت مهندسي البرمجيات على إستخدام الذكاء الاصطناعي الداخلي المسمى CodeWhisperer إن أرادوا نصائح برمجية أو توفير الوقت.
في مايو، قيدت أبل إستخدام بعض موظفيها لـ ChatGPT لمنع تسريب معلومات سرية. كما تعمل الشركة ايضاً على تطوير منصة خاصة بها في مجال الذكاء الاصطناعي في منافسة مع شركة ChatGPT، التي تدعمها مايكروسوفت باستثمارات وصلت إلى عدة مليارات من الدولارات.
قام بنك الـ Commonwealth الأسترالي بتقييد إستخدام ChatGPT في يونيو ووجه الموظفين الفنيين لاستخدام أداة مماثلة تسمى CommBank Gen.ai Studio، والتي تم تطويرها بالشراكة مع شركة H2O.ai للتكنولوجيا.
وأصدرت بنوك أخرى، بما في ذلك Bank of America و Citigroup و Deutsche Bank و Goldman Sachs و Wells Fargo & Co و JP Morgan قرارات حظر واضحة لـ ChatGPT.
شجعت شركة المحاسبة PwC الموظفين على تجريب ChatGPT لكنها حذرتهم من إستخدام البوت لعمل متعلق بعملائهم.
قال Jacqui Visch كبير مسؤولي المعلومات الرقمية في شركة PwC لـ Financial Review “لا تسمح سياساتنا لموظفينا باستخدام تطبيق ChatGPT لاي عمل متعلق بالعملاء أثناء انتظار معايير الجودة التي نطبقها على جميع الابتكارات التكنولوجية لضمان الأمان”.
وفقا لاستطلاع رأي شمل أكثر من 400 من العاملين في مجال القانون في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا. أصدر حوالي 15 في المئة من مكاتب المحاماة تحذيرات بشأن بوت ChatGPT، حظرت شركة Mishcon de Reya شركة المحاماة البريطانية صاحبة الـ 600 محام، إستخدام منصة الذكاء الاصطناعي بسبب المخاطر على البيانات الحساسة.
في مايو، طُلب من موظفي خمسة مستشفيات في غرب أستراليا التوقف عن إستخدام ChatGPT بعد أن استخدم البعض المنصة لكتابة ملاحظات طبية خاصة.
وقال Paul Forden الذي يرأس قسم الصحة في Perth’s South Metropolitan “في هذه المرحلة، لا يوجد ضمان لخصوصية المريض عند استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، ومازلنا لا نفهم تماماً المخاطر الأمنية. ولهذا السبب يجب توقف إستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فوراً بما في ذلك ChatGPT في الأنشطة المتعلقة بالعمل والتي تشمل أي معلومات عن المرضى أو الخدمات الصحية التي قد تكون حساسة.
الشركات التي تعتنق برنامج ChatGPT ترى فيه طريقة لتوفير تكاليف إنتاج المحتوى. تخطط شركة كوكاكولا لاستخدام ChatGPT و DALL·E الذكاء الاصطناعي المولد للصور في خلق التصميمات والمحتوى. في يناير، أعلنت شركة BuzzFeed عن شراكة لإنشاء ألغاز ومحتويات أخرى لشركة Meta باستخدام (API) المتاحة للعوام من OpenAI.
موقع المدونات Medium رحبت “بالاستخدام المسؤول لتكنولوجيا المساعدة بالذكاء الاصطناعي” لكنها تتطلب من المؤلفين الإعلان عن إستخدامها. وقد اختبرت CNET بهدوء قصصا مكتوبة بالذكاء الاصطناعي لكنها أعلنت عن وقف هذه العملية في يناير.
لا شك أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون له مكان في الشركات وقد يحل محل بعض الموظفين. ولكن في الوقت الحالي، ترى العديد من الشركات مخاطر أكثر من الفوائد.
