قام متحف موريتشويس Mauritshuis في لاهاي Hague بإعارة أعظم كنوزه: لوحة موناليزا الشمال أو ما تسمى بالفتاة ذات الحلقات اللؤلؤية Girl With a Pearl Earring (رسمت في 1665)، إلى معرض يوهانس فيرمير Johannes Vermeer الذي قد لا يتكرر إلا مرة واحدة في العمر. و كي لا تبقى الغرفة التي عادة ما تحوي هذه التحفة فارغة, يُعرض حاليًا خمسة نسخ تعبيرية للوحة فيرمير الغامضة, ابتكرها عشاق الفن.
لكن واحدة منها تم إنشاؤها بواسطة ذكاء صناعي – وقد تسبب إدراجها ضمن النسخ الأخرى في المتحف بإثارة ضجة كبيرة.
هذه اللوحة المسماة الفتاة ذات الحلقات المشعة(A Girl With Glowing Earrings) ، قدمها فنان الذكاء الصناعي جوليان فان ديكن (Julian van Dieken) عبر مسابقة مفتوحة لنسخ هذه اللوحة أطلقها المتحف الشهر الماضي. تم إنشاؤها عبر Midjourney رسام الذكاء الصناعي الشهير الذي قام بالاستغناء عن الضوء الناعم والألوان الصامتة الموجودة في اللوحة الأصلية و استبدالها بمظهر اصطناعي حاد يحول شخصية الفتاة الأيقونية إلى نسخة معاصرة.
كتب فان ديكن على إنستغرام: «واحدة من أشهر اللوحات في التاريخ يتم استبدالها حرفيًا بإحدى صور الذكاء الاصطناعي الخاصة بي». ووصف هذا الشرف بأنه «مجنون» و «لا يمكن تصديقه أبداً».
و بالطبع لم يوافق الآخرون. في منشور المتحف على الانستجرام الذي عرض النسخ المختارة لإدراجها في المتحف، انتقد المعلقون لوحة فان ديكن وغيرها من اللوحات المنشئة بمساعدة الذكاء الصناعي.
كتب أحد المعلقين: « قرار مخزي من متحف لعرض لوحات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. هل أنتم غير مطلعين على القضايا القانونية والأخلاقية المتعلقة بهذه التقنية أيضًا، أم أنها حالة تجاهل خالص للفنانين الحقيقيين في كل مكان؟ لقد أظهرتم أنه لا يمكن الوثوق بكم لرعاية التراث الثقافي البشري ودعمه. »
وعلق آخر قائلاً: « أوه نعم، هناك الكثير من الفنانين الرائعين وبينهم محتال آلي الذي لم يفعل أي شيئًا فعلياً بتوليد “لوحته” ».
لم يرد ممثلون من المتحف على الفور بتعليق، لكن متحدثًا باسم المتحف قال لـ De Volkskrant إن المسؤولين عن المسابقة لم يأخذوا في الاعتبار الأسئلة الأخلاقية المتمثلة في قبول أعمال الذكاء الصناعي الفنية. قال المتحدث: «لقد نظرنا فقط إلى ما أحببناه. هل ما احببناه هو عمل إبداعي؟ هذا سؤال صعب .»
أطلق المتحق مسابقة My Girl With a Pearl المفتوحة الشهر الماضي، حيث طلب فيها تقديم نسخ بديلة للوحة قرط اللؤلؤ مؤقتاً التي يمكن صنعها بأي طريقة. تم تقديم ما يقرب من 3,500 لوحة، والعديد منها كان متحرر تمامًا في فهمهم للطلب. تم إعادة تصور شخصية الفتاة على أنها كلب وديناصور وفيل ؛ تم تصويرها على أنها بصلة وبذرة ذرة. جعلها البعض من الأزرار أو الخرز ؛ التفت آخرون إلى التقاط الصور. قدم «فنان» واحد على الأقل لوحة لـ Spongebob Squarepants.
من بين هذه الطلبات، اختار المتحف 170 لوحة يتم عرضها بالتناوب في إطار رقمي، بينما تمت طباعة خمسة أخرى – بما في ذلك لوحة فان ديكين – وتعليقها على الحائط.
رد الفعل العنيف عبر الإنترنت على لوحة الفتاة ذات الحلقات المشعة A Girl With Glowing Earrings يخبرنا أن الانتشار الهائل لاستخدام الذكاء الصناعي لم يتم الترحيب به في الدوائر «التقليدية». تشير قصة فان ديكن إلى نفس القدر.
وأوضح الفنان في منشوره أن حسابه على انستجرام كان لديه 20 متابعًا بالضبط في بداية أكتوبر 2022.« الآن، بعد 4 أشهر، إضافة إلى وجود أكثر من 1,200 متابع منكم هنا، هناك أيضًا صورة أنشأتها باستخدام Midjourney… معلقة في واحد من أرقى الأماكن في العالم .»قد يكون هذا صحيحًا، لكن و بالنظر إلى الأعمال الفنية الأخرى لفان ديكن يشير أن هذا النجاح بين عشية وضحاها قد يكون له علاقة أكبر بالازدهار المتزامن في تقنيات الذكاء الصناعي أكثر مما هو عليه من موهبته الفنية الشخصية. ألق نظرة على سبيل المثال، على صوره ليودا وهو يركب مترو الأنفاق، وفولدمورت في العلاج النفسي، و بنديكت كومبرباتش يحمل الخيار مع رقعة على عينه. كما رسم سابقًا مارك زوكربيرج بقرط من اللؤلؤ.
